يُحكى أنه في زمن مضى كان هناك تاجر مسلم في إحدى المدن يفتح دكانه كل يوم للبيع
والشراء وكان يسكن ليس بالبعيد عنه يهودي ، وكان ذلك اليهودي يأتي إلى صاحب
الدكان باستمرار يتحدثان عن أمور عديدة ثم ينصرف وفي أحد الأيام دار بينهما الحديث التالي :
ـ اليهودي : أنتم تؤمنون بأن القرآن قد نزل من الله على رسولكم ؟
ـ المسلم : نعم فهو كتاب الله الذي نزل به جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم .
ـ اليهودي : وتقولون أن القرآن به كل شيء من أمور الدنيا ؟
ـ المسلم : نعم فقد قال سبحانه وتعالى : ( وما فرّطنا في الكتاب من شيء ).
ـ اليهودي بخبثه المعهود : وهل إذا سألتك عن أي شيء توضحه لي من خلال القرآن ؟
ـ المسلم : نعم تفضّل اسأل .
ـ اليهودي : كيس الدقيق هذا الذي تبيعه كم يصنع رغيف خبز ؟
عندها أغلق المسلم دكانه وقال لليهودي اتبعني ، فقال له إلى أين ؟
فرد المسلم وقال : اركب معي في هذا الكاليس ، (والكاليس عبارة عن عربة يجرها حصان) ،
ركبا وذهب به إلى نهاية الشارع حيث يوجد فرن لصناعة الخبز ونزلا عنده
ـ التاجر : السلامعليكم
ـ الخبّاز : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ التاجر : هل لنا أن نعرف كم تستطيع أن تصنع رغيف خبز من كيس دقيق ؟
ـ الخبّاز ـ ( مثلاً )خمسون رغيفاً
.عندها أشار المسلم إلى اليهودي بركوب الكاليس فركب وفي طريق عودتهما سأل
اليهودي المسلم قائلاً : ولكن أنا قلت لك أن تجيبني عن سؤالي من القرآن ؟
ـ فقال له المسلم : وهذه الإجابة من القرآن
ـ اليهودي : كيف ؟
ـ المسلم : لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن أن نسأل المختصين عمّا لا نعرف
حيث قال : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهذا ما قمت به
حينها خرس اليهودي ولم ينطق بكلمة .