الديانة النصرانية تعريفها وشعائرها وأفكارها ومعتقداتها
تعريفها:
- تطلق النصرانية على الدين المنزل من الله تعالى على عيسى بن مريم عليه السلام، وكتابها (الإنجيل).
- وأتباعها يقال لهم: النصارى نسبة إلى بلدة الناصرة من أرض فلسطين.
* أصلها:
- جاءت مكملة لرسالة موسى عليه السلام، متممة لما جاء في التوراة من تعاليم، موجهة إلى
بني إسرائيل، داعية إلى التهذيب الوجداني والرقي العاطفي والنفسي، لكنها سرعان ما فقدت أصولها مما ساعد
على امتداد يد التحريف إليها، حيث ابتعدت كثيراً عن صورتها السماوية الأولى لامتزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية.
* الأفكار والمعتقدات:
أولاً: كتبها وأناجيلها:
- التوراة: وهو العهد القديم الذي يعد أصلاً للديانة النصرانية.
العهد الجديد: أي الإنجيل، والأناجيل المعتمدة التي اعترفت بها الكنائس في القرن الثالث الميلادي أربعة وهي:
أ- إنجيل متى، أحد التلاميذ الاثني عشر.
ب- إنجيل مرقص: نشط في الدعوة النصرانية.
ت- إنجيل لوقا: طبيب أو مصوّر من أصل يهودي، كان لصيقاً ببولس.
ث- إنجيل يوحنا: وهو حواري ابن صياد، انفرد بالقول بالتثليث وبألوهية المسيح في ذلك الوقت المبكر من تاريخ النصرانية.
ثانياً: الفرق النصرانية الرئيسة:
الأولى: الكاثوليك.. وهم أتباع الكنيسة الكاثوليكية العامة وهي أكبر طوائف النصارى ومركزها الفاتيكان بإيطاليا
وينتشر أتباعها في أوربا.
الثانية: الأرثوذوكس.. وهم أتباع الكنيسة الأرثوذوكسية وهي كنيسة الروم الشرقية ومركزها الأصلي قديماً القسطنطينية، وأكثر أتباعها من شمال وغرب آسيا وشرق أوروبا.
الثالثة: البروتستانت: ويتبعون الكنيسة البروتستانتية التي أسسها مارتن لوثر في القرن السادس عشر الميلادي وأتباعها في أوروبا وأمريكا الشمالية.
- يلاحظ على الأناجيل الأربعة السابقة أنها لم تكن من إملاء السيد المسيح عليه السلام مباشرة، وأن كاتبيها ليسوا على مستوى من الأهلية ليكونوا علماء دين، كما أن أصولها ضائعة ولا تحمل أقل ما توجبه شروط الرواية التي يستلزمها كتاب ديني سماوي.
- قال تعالى: ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة17.
* شعائر العقيدة النصرانية:
* التعميد:
- ويتم من خلال غسل الجسم بماء مخصوص في الكنيسة بواسطة القسيس، وهو ماء وضع فيه ملح كثير ومادة البيلسان المستخرجة من نبات هذا الاسم، ويقوم القس بقراءة أدعية مخصصة لذلك ومن ثم يرش بها جسم من يريد الدخول في النصرانية، وبعض المذاهب يشترط ضرورة الاستحمام في هذا الماء.
- ويقول القس عند إجراء هذه الطريقة: عمدتك باسم الأب والابن والروح القدس، ولذلك يغسل الجسم ثلاث مرات أو يرشه بالماء ثلاث مرات بعد أن يعترف الشخص صراحة بإيمانه بالعقيدة النصرانية.
- وهذا التعميد يفعله كل النصارى والأفضل أن يكون في الصغر، وبعض النصارى يؤجله إلى فترة كبيرة متأخرة من العمر لأن من يتعمد يلزمه بعد ذلك الاستقامة والبعد عن المعاصي، هذا هو المفروض في نظرهم فمن خشي الوقوع في المعاصي فإنه يؤجل العماد إلى ما بعد الصغر، هذا إذا لم يكن قد عمّد وهو طفل وهذه الشعيرة أخذها النصارى من عادات اليهود، فقد كان نبي الله يحيى يُعمِّد الناس في نهر الأردن.
* العشاء الرباني:
- ويسمى التقدمة أيضاً وهم يقصدون به أن يعطي القس قطعة الخبز من نوع خاص وقليلاً من الخمر للشخص النصراني ويكون ذلك بمثابة أكل جسد المسيح وشرب دمه، يصبح الآكل والشارب نصرانياً خالصاً، لأن المسيح بذلك يكون قد دخل في جسمه وتخلل دمه تماماً، فيصبح مماثلاً للمسيح.
- هذه الأشياء قالت بعض الأناجيل: أن المسيح عليه السلام فعلها مع تلاميذه على هذا النحو وبهذا المعنى، فصارت شعيرة ضرورية عندهم، لكن طائفة البروتستانت تعارض هذا معارضة شديدة، وتتهكم عليه في سخرية مرة قائلة: كيف يتحول الخبز إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه، والمسيح واحد وقطع الخبز التي توزع على الناس عددها لا يحصى لكثرته، وكذلك قطرات الخمر ملايين المسيح.
* تقديس الصليب:
- ويكون بواسطة حمله أو رسمه على صدورهم بإشارة من اليد يرسمون بها الصليب على صدورهم في الهواء، عندما يتذكرون أمراً هاماً أو يمرون بضائقة ما، والذين يعلقون الصليب في سلاسل على صدورهم كل أولئك إنما يرمزون به إلى تقديسهم للصليب الذي قد يكون مصنوعاً من الذهب أو الخشب أو من أي معدن آخر وهم يستندون في هذا المعنى إلى عبارة ينسبونها إلى المسيح أنه قال لرجل: (احمل صليبك واتبعني).
- وأيضاً فإن الصليب يذكرهم بصلب المسيح وما عاناه من آلام في سبيل التكفير عن الخطيئة، وأيضاً فإنه رمز للتضحية بالشهوات. لكل هذه الأغراض تراهم يقدسون الصليب.
* الاعتراف أمام القس بالخطايا:
- تعتبر بعض طوائف النصرانية هذا الأمر لازماً وشعيرة من شعائرهم، ولكن بعض الفرق لا يأخذ بها، لما في ذلك من حدوث منكرات يقشعر لها البدن بسبب ما حدث من اعتداء منكر على بعض النساء اللاتي جئن للاعتراف أمام القس، والقصص كثيرة في هذا الجانب، وأمر ذلك معروف لدى النصارى، وفي أوروبا هذا أمر يقع أمام أعينهم وفي أحيان كثيرة تكتب عنها الصحف.
- والأهم من هذا هو صحة المبدأ نفسه أي هل صحيح أن القس يغفر الخطايا أم أنه هو نفسه محتاج إلى من يغفر له الخطايا والزلل، وهو الله تعالى نفسه، فلماذا إذن نترك اللجوء إلى الله نفسه مباشرة ونذهب إلى بشر مثلنا لهم صفات بشرية كاملة. هذا هو السؤال الذي يجب أن يقال هنا، وهو ما فعلته الطائفة التي تنكر هذه الشعيرة. من كتاب (النصرانية) لدكتور مصطفى شاهين.
- يقوم النصارى بتقديس الصليب وذلك من خلال حمله أو رسمه على صدورهم بإشارة من اليد يرسمون بها الصليب على صدورهم في الهواء ولم يعرف النصارى هذه الطريقة في القرون الثلاثة الأولى للنصرانية، إذ لم يعمل به إلا في القرن الرابع الميلادي في عهد قسطنطين الروماني الذي تنصر وناصر النصرانية.
- والنصارى يعتقدون بصلب المسيح الذي رفعه الله إليه، قال تعالى: ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء 157-158.