الدّميَــــة
دخل أبو مروان بيته، يحملُ سيّارةً حمراءَ، ودميةً جميلة..
أسرع إليه مروانُ، فقبَلهُ أبوهُ، وقال:
- هذه السيارةُ لك يا حبيبي!
- شكراً لك يا أبي!
تناولَ مروانُ السيّارةَ، وسرعان ما جلس على ركبتيهِ، وأخذ يُسيّرها على البلاط، وهو فرحٌ مسرور.. انتبهتْ غادة، وركضت إلى أبيها، فقبّلها أيضاً، وقال:
- وهذه الدميةُ الحلوةُ لكِ يا حبيبتي!
- شكراً لك يا أبي!
تناولتْ غادةُ الدمية الصغيرة.. نظرتْ إلى وجهها الجميل، وعينيها السوداوين، فأحبتْها كثيراً، وراحتْ تقبّلها، وتضمّها إلى صدرها، ثم صارت ترقّصها وتناغيها، وبعد فترةٍ، قالت لها:
- لقد تعبت يا حبيبتي.. يجب أنْ تنامي..
أرقدتْ غادة دميتها، وغطّتها كي لا تبردَ، ثم قعدتْ بجانبها، تُربّتُ فوقها بحنان، وتحدو لها لتنام..
جاءها مروانُ، وقال:
- أعطني دميتكِ يا غادة!
- لا ترفع صوتكَ فتوقظها
- أعطني إيّاها
- لماذا؟
- سأركبُها في سيّارتي
- ولكنّها نائمة
- أعطني إيّاها
- إنّها دميتي، ولن أعطيها
- سآخذها غصباً
- استمسكت غادة بدميتها.. نترها مروانُ بقسوة، فقطعَ رأسها!
انفجرت غادةُ تبكي، حزناً على دميتها الحبيبة..
أفاق الأبُ من قيلولته، وحين عرف ما فعلهُ مروانُ، زعلَ وتغيّرَ وجهه. وجاءت الأمّ من المطبخ، وحين عرفتْ ما فعلهُ مروان، زعلتْ وتغيّر وجهها.
نظر مروانُ إلى أبيه، فوجدهُ عابساً.
نظر إلى أُمّهِ فوجدها عابسة
نظر إلى أخته، فوجدها حزينة.
نهض خجلاً، واعتذر إلى أبيه، وأمّهِ، وأخته.
قال الأب:
- اعتذرْ إلى الدمية الصغيرة!
التفتَ مروان إلى الدمية، فرأى جسدها في ناحية، ورأسها في ناحية، قال محزوناً:
- وماذا يفيدها الاعتذار؟!
قال الأبُ ساخراً:
- قد يعيدُ إليها رأسَها!
أطرقَ مروانُ صامتاً، يرهقُهُ ندمٌ شديد..