أولاد قوس قزح
دهش الأولاد حين علموا أنّ (ماهر) سيملأ سلّته بالكرز، فشجر الكرز لا يثمر في الشتاء!
قالت سوسن: "من أين ستملأ سلّتك بالكرز؟" أشار ماهر بيده إلى السّماء:
-"انظروا، هذه شجرة قوس قزح تحمل كرزاً كثيراً". نظر الأولاد إلى الجهة التي أشار إليها ماهر؛ كان قوس قزح بألوانه المميزة يبدو رائعاً.
قال مجد: "في بستان قوس قزح أشجار تحمل برتقالاً ناضجاً".
صفّقتْ (نجود) وصاحتْ بصوت عالٍ:
"ما أجمل هذه الحبال الملونة! سأختار الحبل الأصفر لألعب لعبة نطِّ الحبل"
وقال (منار): "أنا أرى حقلاً أخضر، سآخذ خروفي ليرعى وجبةً من العشب الطري".
قالت تيماء: "إنّه قلمي الأزرق، صعد ليلوّن السماء".
أمّا فاطمة، فقد تذكرت أنّ أمّها طلبت منها أن تشتري أقراص "نيل" لتجمّل الغسيل.
فقالت: "سأحمل الغسيل إلى بحيرة قوس قزح النّيلية، ليصبح الغسيل زاهياً".
كانت عبير تنظر إلى قوس قزح مع رفاقها ورفيقاتها فقالت: "ألمْ تشاهدوا أزهار قوس قزح البنفسجية؟ انظروا.. ما أجملها!".
قال أحدُ الأولاد: "سأرسم قوس قزح في دفتري كي لا أنساه".
وحين غاب قوس قزح حزن الأولاد كثيراً.
قالت سوسن: ربّما ركب أولاد قوس قزح ظهر غيمة وذهبوا ليحضروا لنا الهدايا الجميلة!"
وتمنّى مجد أن يهطل المطر بغزارة ليسقي الحقول وكانت نجود تقول لأصدقائها:
"ما أجمل أن أحصل على منديل لأقدّمه هدية لأمي في عيدها!"
وأخيراً قرّر الأولاد أن يلعبوا لعبةً مفيدة.
-قال ماهر: "تعالوا يا أصدقائي نكوّن قوس قزح". تجّمع الأولاد فرحين. قالت سوسن:
-"وكيف ذلك؟".
قال ماهر: "أنا الكرز الأحمر".
قال مجد: "أنا البرتقال، الجميع يعرفني".
قالت نجود: "أنا الليمون الأصفر، تحتاجون إليّ دائماً".
قال منار: "أنا العشب الأخضر، لتأتِ كلّ الخراف وترعى".
أمّا تيماء فقد صفّقت ضاحكة وهي تقول:
-"أنا البحر يحبني الجميع، ويتمتعون برزقتي الصافية. في الصّيف أحمل المراكب الصغيرة، والسفن الكبيرة ويسبح الأطفال في مياهي مع الأسماك الملونة". غمزت فاطمة بعينها مبتسمة:
-"سأطير إلى البحر وأغمر الغسيل في مياهه الزّرقاء ليكتسب زرقة السّماء الصّافية".
ظهر قوس قزح مرّة ثانية، كان المطر يهطل مبشراً بعطاءات الحقول، وكان الأولاد يرقصون تحت المطر!