منتديات سلطان المالكي
منتديات سلطان المالكي
منتديات سلطان المالكي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سلطان المالكي

إلى من أثبت لي أن الحب لا يزال موجودا إلى من علمني أن أحب إلى أكثر الناس طيبة وإحساسا وأخلاقا إلى حبيبي الغالي سلطان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكاية من التراث : "المنقـــذون"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ninaa
مشرف
ninaa


انثى عدد المساهمات : 413
نقاط : 882
تاريخ التسجيل : 27/05/2010

حكاية من التراث : "المنقـــذون"  Empty
مُساهمةموضوع: حكاية من التراث : "المنقـــذون"    حكاية من التراث : "المنقـــذون"  Emptyالأربعاء أكتوبر 27, 2010 10:05 am

"المنقـــذون"

قال جدي: آه يا زمن البساطة، زمن العيش الهانئ. أتدري يا حفيدي العزيز! كنا نسقي دابة من الماء أضعاف الكمية التي يحلم بها الواحد منا الآن.. آه.. الماء سر الحياة.. ها نحن على مشارف العام 2050 تجاوزنا مخاطر الأمراض والعلل، ويكاد العطش يفتك بنا.. آه لو تزول حضارة الأرض كلها، ونعود لنتناول أوراق الأشجار.. بل وحتى التراب، على أن نتجاوز أزمة المياه هذه.. قال جدي، وقال جد صديقي.. وقال والدي وكل الآباء.. وأمي وجميع الأمهات.. كل الناس أصبح حديثهم، بل وهم يومهم العطش الذي أخذ يفتك بأعداد كبيرة من البشر والحيوانات.. والحرارة التي تكاد تشوي أجساد الناس بلا رحمة.. وكاد الجفاف يقضي على النسبة العظمى من الغابات والأشجار.. وأكثر من ذلك فقد ردّد العلماء أن المخاطر والكوارث المقبلة أقسى بكثير.. فأي ذعر؟ وأي خوف؟ وأي دمار يكاد يفتك ببني البشر وبالحياة على سطح الأرض؟! مصادر المياه جفّت أو تكاد.. ودرجات الحرارة تصل في بعض الأماكن إلى سبعين درجة لم يبق من حل سوى جهود العلماء.. في مركز علمي عملاق، اجتمع خمسة من كبار علماء العالم وهم: عبد الله، راجيف، جان، إيفانوف، أوليفر.. حتى إن أنظار العالم توجهت إليهم بالأمل والترقب..‏

أبدى كل عالم رأيه، ناقشوا بحثاً قدمه الخبير أوليفر.. تحدث عن إمكانية استمطار كميات كبيرة من الماء.. ومضاعفة البحث عن مصادر المياه الجوفية، ودراسة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض فضائياً من خلال رحلة فلكية، يحاولون من خلالها الاقتراب من الشمس ما أمكن.. أما إيفانوف فقد اقترح البحث عن كوكب بديل لكوكب الأرض يمضي إليه من استطاع من سكان الأرض عبر رحلات فضائية منتظمة.. وعبد الله تحدث عن أسباب الكارثة، إنه الاستهتار بنعم الله.. فاعترض جان على هذا الحديث.. إلا أن عبد الله أكد أن دراسة الأسباب والسعي إلى إزالتها جوهر الحل.. بعد مضي ساعات على مناقشة طروحات العلماء، اتفق الخمسة على القيام برحلة استكشافية فضائية بغية تعميق الأفكار.. وزيادة فرص الحل. وبعد ذلك بأيام، كانت مركبة الانطلاق جاهزة.. تولى العالم عبد الله قيادة الرحلة، وانطلقت المركبة نحو الفضاء الكوني.. كانت حالة الناس على الأرض تزداد سوءاً.. فالموت بات في كل زاوية، وفرق المتطوعين تقوم -ما استطاعت- بدفن الجثث، والتخفيف من الآلام.. أما الحيوانات فقد انتشرت، هي الأخرى في الطرقات وراحت تصدر أصوات الاستغاثة.‏

مركبة العلماء اتخذت مساراً لها بمحاذاة الغلاف الجوي للأرض.. وراح فريق العمل يراقب انتشار الحرائق في أمكنة كثيرة.. عندها اتفق العلماء الخمسة على ضرورة البحث عن كوكب بديل بسرعة قصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بني البشر..‏

انطلقت المركبة في مسار بحثها الجديد كالبرق.. متحررة من أغلفة الأرض..‏

الترقب والحزن والخوف.. عناوين كتبت بوضوح على وجوه العلماء.. وهم يناقشون أي طرح جديد.. ويتخذون مساراً لهم كوكب الزهرة.‏

وبعدما اجتازوا مسافات طويلة تنبهوا لإشارات ترتسم على شاشة الاستقبال، كانت هذه الإشارات تزداد وضوحاً.. ثم بدا أن مصدرها صحن طائر أخذ يقترب رويداً رويداً من المركبة.. سارع العلماء للتحاور في أمر هذا الصحن الطائر..‏

قال جان: أرى أن الإشارات التي نتلقاها تشابه تلك التي سجلتها مراصدنا على الأرض ودرسنا دلالاتها كثيراً..‏

قال إيفانوف: بكل الأحوال لدينا تسجيل لتلك الإشارات ودراستنا لها حينذاك.. والآن يمكننا تزويد الكمبيوتر بهذه المعلومات لنرى ما يمكن فعله..‏

تابع عبد الله: تعلمون أنني كنت الأكثر شغفاً بدراسة الإشارات القادمة من سكان الفضاء.. سأتابع الآن علني أستطيع محاورتهم..‏

اتفق العلماء على إسناد الأمر إلى قائد الرحلة عبد الله.. فزود الكمبيوتر بتسجيل ودراسة الإشارات السابقة.‏

كان الصحن الطائر يقترب ولا تزال شاشة الاستقبال تتلقى الذبذبات الصوتية التي يرسلها.. وخلال زمن قصير جداً جاء صوت عبد الله فرحا: وجدتها.. وجدتها.. بمقدرونا فهم أية إشارات نتلقاها. بل ويمكنني برمجة الكمبيوتر بحيث تحول هذه الإشارات إلى لغتنا المنطوقة.‏

فوجئ العلماء بهذا الإنجاز السريع.. تبادلوا نظرات الدهشة.. فقطع عبد الله دهشتهم.‏



وقال: تذكروا أن الحاجة هي أم الاختراع.. ليس هذا وقت الشرح والتفصيل ولكن دعونا نتلق الذبذبات الصوتية.. سأدخل نظام البرمجة الجديد إلى الكمبيوتر.. بدت السعادة على وجه عبد الله، وهو منهمك في إعداد برنامج جديد لتفسير الإشارات.. وبعد زمن قصير جداً جاءهم إعلانه السعيد: بات الكمبيوتر جاهزاً لتفسير أية إشارات قادمة.. حولوا الذبذبات الصوتية.. ازدادت سعادة عبد الله ودهشة العلماء الأربعة الآخرين وهم ينصتون لصوت مصدره جهاز الكمبيوتر.. يقول: "حاولوا -تفسير- إشاراتنا- نحن- استطعنا- فهم- لغتكم- منذ- زمن- بعيد- أجيبوا- إن- كنتم- قادرين- على- استيعاب- ما- نقول"‏

أرسل عبد الله الرد فوراً: "أجل، يمكننا التخاطب. مرحباً بكم". جاء الصوت من جديد "علمنا -بالمأساة- التي- يعاني- منها- سكان- الأرض -شح- المياه- وارتفاع- الحرارة- ارتفاعاً- كبيراً- لدينا- أجهزة- رصد- لأية- تطورات -على- الكواكب- الحية".‏

قال عبد الله: وهل يوجد الكثير من الكواكب الحية؟‏

جاءه الرد: "اكتشفنا- حياة- على- ثلاثة- كواكب- حتى -الآن- المهم -سوف -نتخذ-مدارا- حول- مركبتكم- للتحاور-في- مشكلتكم"‏

بدا الصحن الطائر على شاشة استقبال مركبة العلماء. تحولت دهشة العلماء إلى أمل وترقب.. فحديث الكائن الفضائي يظهر حسن نية، ورغبة في المساعدة.‏

بعد انقطاع قصير، عادت الشاشة تستقبل الذبذبات الصوتية من جديد.. فتنتقل فورا إلى جهاز الكمبيوتر الذي يترجمها وفق البرمجة الجديدة إلى حديث منطوق واضح..(هل- جئتم- تبحثون- عن-حل- لمشكلة- الأرض؟"‏

رد أوليفر: أجل -فهل لديكم ما تساعدوننا به؟‏

قال الكائن الفضائي: "الكارثة -على -الأرض- وحلّها- لا- يكون- إلا- على -الأرض"‏

تحدث عبد الله: هذا ما فكرت به- ولكن الحياة ستصبح مستحيلة بعد فترة على الأرض.‏

تابع الكائن الفضائي: "حاولنا -تنبيهكم- منذ- وقت- طويل- وما- استطعتم- فهم- رسائلنا- لقد- أسأتم- إلى الأرض- كانت- من- أفضل- الكواكب- الحية".‏

قال راجيف: نفكر في إمكانية انتقال البشر إلى كوكب آخر؟ فجاءه صوت الكائن الفضائي: "هراء- عودوا- إلى كوكبكم- أزيلوا- أسباب- المأساة- فالحل- مازال- ممكنا".‏

قال إيفانوف متلهفاً: نتوسل إليكم ما هي الحلول التي نستطيع من خلالها تجنب استمرار الكارثة؟‏

أجاب الكائن الفضائي: "ما فائدة- الحلول- إن- لم- تنفذ؟"‏

قال عبد الله: أي حل جدير سينفذ إن شاء الله..‏

تابع الكائن الفضائي: "إذاً- إليكم- مجموعة- بنود- لا بد- من تكاملها- كي- يكون -الحل- ناجحا- لا شك- أنها -خطرت- في- بالكم- إنما - هي- الحل- الأجدى:‏

1-أوقفوا- جميع-المعامل- التي- تلوث- البيئة- مدة- عشر- سنوات- على- الأقل- أيا- كان- إنتاجها.‏

2-أوجدوا -الحل- لتعويض- الغلاف- الأوزوني-ما -أصابه- من تلف- فهو- المسؤول- عن- ارتفاع- درجة- الحرارة- إلى هذا- الحد.‏

3-جندوا -كل- من- يستطيع- العمل - في -زراعة- الأشجار -والغابات- وحاولوا- تأمين -قدر- ولو- ضئيل- من الماء- لها- واعلموا- أن- تدني- نسبة- الخضرة- كارثة.‏

4-حاربوا- الهدر- بكل- أشكاله- ووجهوا- عقول -الناس - إلى -حتمية -تعاظم- أمر- الكارثة- إن- استمرت- واحرصوا- على-كل -قطرة- ماء.‏

5-حاولوا- محاصرة - الحرائق- ما استطعتم- ومنع- امتدادها.‏

6-أقيموا -معامل- تحلية -لمياه- البحار - على -أن- تستخدم-في -الحدود- الدنيا.‏

7-نفذوا -فكرة-الاستمطار- بعد- أن تفرغوا - من غرس- الأشجار- هذه- الأفكار- نواة- حل-المشكلة- واعلموا- أن- الأرض- التي -تعيشون- عليها - أروع- وأجمل- الكواكب- في- الكون- الواسع - فلا- تدمروها- باستهتاركم- والآن- عودوا- إلى الأرض- فالناس- هناك- بحاجة- لمن- لديه- الحل".‏

كان العلماء الخمسة منصتين لحديث الكائن الفضائي الذي انتهى من إرسال إشاراته، وغاب اتصاله عن شاشة الاستقبال.. ثم اختفى أثر الصحن الفضائي الطائر.. تبادل العلماء من جديد نظرات دهشة.. فقال عبد الله: إن هذا وقت العمل، إنني أرى صدق كل ما ورد في تعليماتهم.. فلنعد إلى أرضنا، عّلنا نستطيع إنقاذها..‏

بعد قليل، كانت المركبة تتجه نحو الأرض.. وأمام العلماء الخمسة ورقة طبعت عليها أفكار الحل.. وبدأت أذهانهم تعد تصورات التنفيذ.‏

كان الخبر الأكثر أهمية على سطح الأرض وصول مركبة العلماء الخمسة.. فالحالة تزداد سوءاً وبعد مضي ثلاثة أيام فقط.. وضعت تصورات التنفيذ، وبدئ العمل بها.. استجاب الناس لأفكار الحل..‏

والأمل يراودهم في رؤية اخضرار الأرض من جديد، وتجرع كؤوس الماء حتى الارتواء.. فتوقفت فوهات معامل إنتاج المواد الملوثة للبيئة عن إرسال سحب دخانها المقيت نحو الفضاء.. وأخذ الناس يتبارون في غرس كميات كبيرة جداً من الأشجار في كل مكان.. في الحدائق.. أمام البيوت.. على أطراف المدن.. وما زاد العمل روعة وبهاء انهمار مطر غزير من غير حاجة للاستمطار، وكأنما يد الله تبارك هذا التعاون المثمر من أجل الحفاظ على الأرض.. بدا المشهد رائعاً مؤثراً.. لم يتأخر عن العمل أي قادر عليه فغدا الكوكب الأرضي ورشة عمل متكاملة.. حتى العلماء الخمسة الذين أرسوا بنود الحل ووضعوا تصورات التنفيذ كانوا يشرفون على العمل في مواقعه من بعيد.. من بين النجوم التي تلألأت في السماء.. أخذ يدنو ذلك الصحن الطائر..‏

وعندما أصبح بمقدوره مخاطبة مركز المختبرات على سطح الأرض أرسل إشارات سجلتها أجهزة الرصد- حيث تمكن عبد الله ورفاقه من تفسيرها فكانت رسالتهم: "بوركتم- هذا -سبيل- إنقاذ- الأرض- ولكن- حذار- من- تناسي- ما حدث- فالمأساة- حينها- ستتكرر- وربما- لا يجدي- عندئذٍ- جهد- منقذين- أمثالكم".‏

تبادل العلماء الخمسة ابتسامات الرضى.. وسعدوا كثيراً وهم يستمعون لقطرات المطر تضرب بقوة زجاج النافذة والرصيف.‏

لأول مرة أرى دموع جدي كان يبكي فرحاً.. الحمد لله.. قُدّر له أن يعيش زمناً يرى فيه اخضرار الأرض من جديد.. ويشرب ماء عذباً حتى يرتوي..‏
.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية من التراث : "المنقـــذون"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية من التراث : (حكاية المهر"دحنون")
» حكاية من التراث : (عشّ السنونو )
» حكاية من التراث : "الكهف"‏
» حكاية من التراث : (الصخـــرة )
» حكاية من التراث : "أولاد قوس قزح"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سلطان المالكي :: المنتدى العام :: قسم التراث-
انتقل الى: